كتاب الطب النبوي لابن طولون

قال الذهبي: أما نهش العقارب فيعرض منها حالتان, يرد في وقت, ونهش وحر في وقت, وعلاجه: أن يشق العقرب ويضمد به بعد شد العضو فوق اللسعة شداً جيداً وليأكل قلب البندق وحب الأترج فإنه مجرب.
ومن قال حين يمسي: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره عقرب حتى يصبح. صحيح.
وكان من عادة الأطباء: أن يمسكوا في المساكن السنانير واللقالق والطواويس, والقنافذ, وأن يصنعوا السرج والمصابيح في البيوت ليميل الهوام إليها كل ذلك حذراً من أذاها وقد خالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: إذا نمتم فأطفئوا مصابيحكم, وبقوله: لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون وبقوله: إن هذه الفتيلة والنار عدو لكم فأطفئوهما إذا نمتم, فإن الفيسقة ربما جرت الفتيلة فأضرمت على أهل البيت, كلها صحاح وأمرنا أن نتعوذ بكلمات الله التامات.
وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه جمع كفيه ثم نفث فيهما {قل هو الله أحد} والمعوذتين, ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده, يبدأ بهما على رأسه ووجه وما أقبل من جسد يفعل ذلك ثلاث مرات - متفق عليه.
والنفث يشبه البزق بلا ريق والتفل بريق يسير, وقيل بالعكس.
وقال صلى الله عليه وسلم: من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه - متفق عليه.
ولم يذكر النفث في هذا الحديث سئلت عائشة رضي الله تعالى عنها عنه فقالت: كنفث حب الزبيب.
وكان صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك عند نومه, وإذا استيقظ قال: الحمد الله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور.

الصفحة 302