كتاب الطب النبوي لابن طولون

وقال التميمي: لم تزل الشام إلى آخر أيام بني مروان مطروفة بالطواعين لا سيما دمشق والأردن. وقيل: إن عم السفاح خطب بدمشق فقال: يا أهل الشام أحسن الله إليكم إذ رفع عنكم الطاعون في زماننا فقال له قائل: الله أعدل من أن يجمعكم والطاعون علينا.
ذكر الشهداء
عن جابر ابن عتيك رضي الله تعالى عنه مرفوعاً: الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله المطعون شهيد والغريق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد والمطعون شهيد وصاحب الحريق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد والمرأة تموت بحبل شهيد - رواه أبو داود وهو في الموطأ.
وقال ابن سينا: يجب على كل محترز عن الوباء أن يخرج من بدنه الرطوبات الفضلية ويجوع: ويجتنب الحمام ويلزم الراحة ويسكن هيجان الأخلاط إذ لا يمكن الهرب منه إلا بالحركة وهي مضرة, فلاح المعنى الطبي من الخبر النبوي وهو ما أخرج شيخان عن عبد الرحمن بن عوف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان الوباء بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه وإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه.
وخبر عمر مشهور لما خرج إلى الشام حتى قدم سرغ, فقيل: إن الطاعون بأرض الشام [فرجع] وسرغ قرية بوادي تبوك.
قيل: هي آخر عمل الحجاز وقيل: بينها وبين المدينة ثلاثة عشر مرحلة, والوباء مهموز بقصر ويمد - انتهى.

الصفحة 308