كتاب الطب النبوي لابن طولون

قال الذهبي: فعن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله.
وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم - رواه أبو نعيم.
فالفراسة استدلال بالأحوال الظاهرة على الكائنة وقيل هو خاطر يهجم على القلب.
فينبغي ما يضاده له على القلب استيلاء الأسد على فريسته فهو مشتق من ذلك، وفراسة الشخص يحسب ما عنده من العقل والإيمان والعلم بأصول الفراسة.
قال الله تعالى: {إن في ذلك لآيات للمؤمنين} أي للمتفرسين.
يقال: توسمت فيه الخير: أي رأيته، وينفع عند اشتباه المرض، فالطبيب ينظر في مزاج البدن وفي اللون والسحنة واللمس والعين والسن ومن ثم يتعين الاعتناء بأجرة الطبيب.
وعن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال: انطلق نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنزلوا على حي من أحياء العرب فلم يتولوهم ولا أقروهم فلدغ رجل منهم فأتوا القوم فقالوا: هل فيكم راق، قالوا: لم تنزلونا ولم تقرونا لا حتى تجعلوا لنا شيئاً فجعلوهم لهم قطيعاً من الغنم قال: فجعل رجل منهم يقرأ بفاتحة الكتاب ويرقى ويتفل حتى برأ فأخذوا الغنم وسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: وما يدريك أنها رقية كلوا وأضربوا لي معكم بسهم – رواه مسلم والترمذي وأبو داود وفي رواية له قالوا: عندكم دواه قالوا: نعم ولكن لا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلاً على ذلك فصالحوهم على مائة شاة، فأتوا برجل معتوه في القيود فرقاه بأم

الصفحة 311