كتاب الطب النبوي لابن طولون

القرآن ثلاثة أيام غدوة وعشية كلما ختمها جمع بزاقه ثم كلما تفل فكأنما أنشط من عقال فأم القرآن من أنفع الرقا لما فيها من تعظيم الرب أو إخلاص عبودية والاستعانة به.
ويقال موضع الرقية منها: {إياك نعبد وإياك نستعين}.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم الرقى والتمائم شرك، ومحمله على إذا اعتقد أنه فاعل نفسه، وله محمل أخرى أشرنا إليها فيما تقدم والتمائم جمع تميمة وهي خرزة تعلق كانوا يرونها تدفع الآفات، وهذا جهل، وفي أخذهم القطيع دليل على جواز أخذ الأجرة على الطب والرقا ويؤيد حله قوله صلى الله عليه وسلم اضربوا لي معكم بسهم.
وقيل: قسموا القطيع برضى الراقي تبرعا منه، وجاء خبر مفسر أن الراقي هو أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه راوي الحديث، وقد بوب عليه الترمذي في جامعه ((باب أجرة الطبيب)) وبوب عليه أبو داود [في سننه] ((باب كسب الطبيب)) وقد مر بيان التفل والنفث.
واعلم أن بعض الكلام له خواص تنفع بإذن الله تعالى شهدت العلماء بصحته، فما ظنك بكلام الله تعالى.
فعن علي رضي الله عنه مرفوعاً: خير الدواء القرآن -رواه الترمذي وابن ماجه- ومن الكلام الذي له خواص، ما قال المروزي: بلغ أحمد أبي حممت فكتب لي من الحمى رقعة وهي بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وبالله ومحمد رسول الله {يا نار كوني برداً وسلاماً} {وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل وإسرافيل وميكائيل اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك آلهة الحق آمين.
وجاء عثمان بن أبي العاص رضي الله تعالى عنه أنه شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله: ضع يدك اليمنى على

الصفحة 312