كتاب الطب النبوي لابن طولون

وينبغي للمريض أن يقرأ على نفسه الفاتحة والمعوذتين وقل هو الله أحد وينفث في يده بهما وجهه، كما ثبت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح.
وينبغي له أن يدعو بدعاء الكرب أن لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم.
ويجوز للمريض أن يقول: أنا شديد الوجع.
قال صلى الله عليه وسلم وارأساه ولا يظهر الجزع والتسخط ويقول: الحمد لله قبل الشكوى فإنها لا تكون شكوى. ويجوز لأهل المريض أن يسألوا عنه الطبيب. وكان علي رضي الله تعالى عنه حين يخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه يسأل عنه فيقول: أصبح بحمد الله بارئاً.
وينبغي للمريض أن يسأل الله العافية وللعايد أن يدعو له بها فإن العافية أفضل ما أنعم الله بها على الإنسان بعد الإسلام، إذ لا يتمكن من حسن تصرفه والقيام بطاعة ربه إلا بوجودها ولا مثل لها فيشكرها العبد ولا يكفرها.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثر من الناس الصحة والفراغ – رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن لله عباداً يضن بهم عن القتل والسقم فيحييهم في عافية ويتوفاهم في عافية ويعطيهم منازل الشهداء.
وقال أبو الدرداء قلت: يا رسول الله لأن أعافى فأشكر أحب إلي أن أبتلى فأصبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله يحب معك العافية – رواهما أحمد.
وقال صلى الله عليه وسلم: من أصبح معافاً في بدنه، آمناً في سربه عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول ما يسأل عنه العبد من النعيم يوم القيامة أن يقال له: أصح لك جسمك وأروك من الماء البارد – رواهما الترمذي.

الصفحة 320