كتاب الطب النبوي لابن طولون

وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا عباس سل الله العافية في الدنيا والآخرة – رواه البزار.
وقال صلى الله عليه وسلم: سلوا الله العفو والعافية فإنه ما أوتي أحد بعد يقين خيراً من معافاة – رواه النسائي.
وعنه صلى الله عليه وسلم قال: ما سئل الله تعالى شيئاً أحب إليه من العافية – رواه الترمذي.
وسأل أعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؟ ما أسأل الله بعد الصلوات؟ قال: سل الله العافية.
وفي حكمة داود عليه السلام العافية ملك خفي، وغم ساعة هم سنة، وقيل: العافية تاج رؤوس الأصحاء لا يبصره إلا المرضى، وقيل: العافية نعمة مغفول عنها، وكان بعض السلف يقول: كم لله من نعمة تحت كل عرق ساكن: اللهم أرزقنا العافية في الدين والدنيا والآخرة، والمرض حالة مضادة لها، فإنها هيئة بدنية تكون الأفعال معها سليمة ولنا حالة لا صحة ولا مرض كالناقه والشيخ.
ويكره للمريض تمني الموت فإن كان خاف على دينه جاز له ذلك.
قال صلى الله عليه وسلم: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد متمنياً فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي.
وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم: وهو بالموت وعنده قدح فيه ماء وهو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه ويقول: اللهم أعني على غمرات الموت وسكرات الموت اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى.
وقال النووي في أذكاره: يستحب لمن أيس من حياته أن يكثر من تلاوة القرآن والأذكار ويكره له الجزع وسوء الخلق والمخاصمة والشتم والمنازعة في غير الأمور

الصفحة 321