كتاب الطب النبوي لابن طولون

يخرج الميت وإذا غمضت عينيه فقال: بسم الله وعلى ملة رسول الله ولا يقول أحد إلا خيراً.
قال صلى الله عليه وسلم: إذا حضرتم الميت فقولوا: خيراً، فإن الملائكة يؤمنون وقد روى أن الأنصار كانوا يقرؤون عند الميت سورة البقرة.
وفي رواية: اقرؤا يس على موتاكم – رواه أبو داود. ويضع على يده شيئاً من حديد.
ولما احتضر عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قالا لابنه: ضع خدي على الأرض، قال: حتى التصق الين بعينه من كثرة الدموع وهو يقول: يا ويل عمر يا ويل أمه إن لم يتجاوز الله عنه. وفي رواية: فبكى وأبكى من حوله، وقال: لو أن لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع، يا بني إذا وضعتني في لحدي فاقض بخدي إلى التراب حتى لا يكون بين خدي وبين الأرض بشيء وقال لحفصة بنته: بما لي عليك من الحق لا تندبيني، فأما عينيك فلا أملكها أنه ليس من ميت يندب بما ليس فيه إلا الملائكة تمقته فلما مات رؤي في المنام فقيل: ما صنع الله بك؟ فقال: خيراً كان عرشي يهوي لولا أني لقيت رباً غفوراً.
وقال عمر بن عبد العزيز عند موته: ما أحب أن يخفف عني الموت لأنه آخر ما يؤجر عليه المسلم. ورؤي في المنام فقيل له: أي الأعمال وجدت أفضل قال: الاستغفار.
وقال معروف في مرضه موته: إذا مت فصدقوا بقميصي فإني أحب أن أخرج من الدنيا عرياناً كما دخلتها.
وقال أبو بكر الشبلي: كنت عند الجنيد حتى مات فختم القرآن ثم ابتدأ من البقرة فقرأ سبعين آية ثم مات رحمه الله. ويستحب رأس المريض.
لما روى ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج في مرضه الذي مات فيه عاصباً رأسه بخرقة فجلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه الحديث – رواه البخاري.

الصفحة 323