كتاب الطب النبوي لابن طولون

يأكل فجعلت لهم سلقاً وشعيراً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي من هذا فأصب فإنه أوفق لك, وقال الترمذي: لا نعرفه إلا من رواية فليح.
والدوالي جمع دالية وهي العذق من البسر يعلق فإذا أرطب أكل. والناقه: الذي برأ من مرضه, وهو قريب العهد به, ولم يرجع إليه كمال صحته.
أخرج الحميدي عن صهيب رضي الله تعالى عنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه تمر وخبز فقال: ادن فكل فأخذت آكل من التمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفتأكل تمراً وبك رمد.
وأخرج الترمذي عن قتادة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب الله عبداً حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الطعام والشراب.
ويروى عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه حمى مريضاً له حتى أنه من شدة ما حماه كان يمص النوى.
وسئل طبيب العرب الحارث بن كلدة ما رأس الطب؟ قال: الحمية.
وقال كعب بن سعد: يرثي أخاه شبيباً.
تقول في سليمى ما لجسمك شاحباً ... كأنك يحميك الشراب طبيب
وقال الإمام أحمد: لا بأس بالحمية.
ويجوز الرجوع إلى قول الطبيب من أهل الذمة في الدواء المباح ولا يسمع قوله إذا وصف دواء محرماً كالخمر, وكذا لا يسمع قوله في الفطر والصوم والصلوة جالساً ونحو ذلك, ولا يقبل هذا إلا من مسلمين عدلين من أهل الطب وتكره الأدوية التي يصفها أهل الذمة من المعاجين والمطابيخ لأنه لا يؤمن أن يخلط بذلك شيئاً محرماً من المسمومات والنجاسات وغيرها ويعتقده صلاحاً - انتهى.
على أن الحمية توقف المريض فتمكن القوى من دفعه, ويقال حميت لمريض حمية وحموة إذا منعته من الطعام الضار - والله تعالى أعلم.

الصفحة 331