كتاب لذة العيش في طرق حديث الأئمة من قريش لابن حجر العسقلاني

ثنا إسحاق بن أحمد، ثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر، ثنا مروان بن معاوية، ثنا عمر بن عبد الله بن مرة الثقفي، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يوما حتى أمسك بعضادتي باب البيت الذي نحن فيه، ونحن نفر، فاشتهينا أن يلج علينا فيحدثنا، فقال: "لا. بل كما أنتم"، ثم قال: "الأئمة بعدي من قريش، ما إذا قالوا صدقوا، وإذا عاهدوا وفوا، وإذا استرحموا رحموا، فمن لم يفعل ذلك برىء الله منه ورسوله والمؤمنون، ولا يقبل منه صرف ولا عدل".
قال البخاري: وقال مروان فذكره، وقال: وعمر هذا يتكلمون فيه.
قلت: وعمر هو ابن عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي، روى عن أبيه أيضا، وسعيد بن جبير وغيرهما، وروى عنه الثوري، وإسرائيل وغير واحد، متفق على ضعفه، وقد شاركه غيره في أصل الحديث، ودل سياقه على سوء حفظه، لأن الجماعة الذين رووه لم يذكروا فيه لفظ البراءة.
وقد أخرج ابن خزيمة في "صحيحه" لعمر هذا في المتابعات.
وقد رواه أسلم بن سهل في "تاريخ واسط" من طريق شريك، عن عمر بن عبد الله فلم يذكر هذه اللفظة، بل ذكره مثل سياق سعد بن إبراهيم، وفي أوله:

الصفحة 106