كتاب لذة العيش في طرق حديث الأئمة من قريش لابن حجر العسقلاني

ذكر طريق أخرى لحديث السقيفة تشتمل على رواية ذلك عن جماعة من الصحابة
أنبأنا أبو الفرج بن الغزي إجازة، عن يونس بن إسحاق، عن أبي الحسن بن المقير، أنا أبو محمد بن الخشاب إجازة مكاتبة عن فاطمة بنت أبي حكيم سماعا، أنا أبو منصور بن الفضل، أنا أحمد بن خالد الكاتب، أنا علي بن المغيرة، أنا أحمد بن سعيد الدمشقي، ثنا الزبير بن بكار، حدثني أبو غزية محمد بن موسى الأنصاري، حدثني إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق قال:
لما كان يوم سقيفة بني ساعدة، فذكر القصة بطولها، وفيها تكلم ثابت بن قيس بن شماس، فذكر فضل الأنصار، فقال أبو بكر: ما ذكرتم من فضلكم فأنتم كذلك، ولكن العرب لا تقر بهذا الأمر إلا لقريش، ثم ساق قصة طويلة.
وفيها: فقال الحارث بن هشام، وذكر فضل الأنصار: لقد لهجوا بأمر إن لهجوا عليه فقد خرجوا مما سموا به.
ثم قام عكرمة بن أبي جهل فقال: والله لولا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الأئمة من قريش" ما أبعدها عنها الأنصار ولكانوا لها أهلا، ولكنه قول لا شك فيه ولا خيار، فوالله ما قضينا عليهم الأمر ولا أخرجناهم من الشورى، إلى أن قال: فوالله لو لم يبق من قريش كلها إلا واحدا لصير الله هذا الأمر فيه.
قال ابن إسحاق: وعاتبت الأنصار معن بن عدي على أبيات، منها:
ذروا الركض واثنوا من أعنة بغيكم .......... ودبوا وسيروا القاصدات دبيب
وخلوا قريشا والأمور وبايعوا .......... لمن بايعوه ترشدوا وتصيبوا

الصفحة 88