كتاب تذكرة الموضوعات للفتني
أبي طَالب فَدَعَاهُ فَقَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ اكْتُبْ لأَبِي دُجَانَةَ كِتَابًا لَا شَيْءَ يُؤْذِيهِ مِنْ بَعْدِهِ فَقَالَ وَمَا أَكْتُبُ قَالَ اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْعَرَبِيِّ الأُمِّيِّ التِّهَامِيِّ الأَبْطَحِيِّ الْمَكِّيِّ الْمَدَنِيِّ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ صَاحِبِ التَّاجِ وَالْهِرَاوَةِ وَالْقَضِيبِ وَالنَّاقَةِ وَالْقُرْآنِ وَالْقِبْلَةِ صَاحِبِ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ إِلَى مَنْ طَرَقَ الدَّارَ مِنَ الزُّوَّارِ وَالْعُمَّارِ إِلا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ لَنَا وَلَكُمْ فِي الْحَقِّ سَعَةً فَإِنْ يَكُنْ عَاشِقًا مُولَعًا أَوْ مُؤْذِيًا مُقْتَحِمًا أَوْ فَاجِرًا يَجْهَرُ أَوْ مُدَّعِيًا مُحِقًّا أَوْ مُبْطِلا فَهَذَا كِتَابُ اللَّهِ يَنْطِقُ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ وَرُسُلُنَا لَدَيْنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ اتْرُكُوا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ وَانْطَلِقُوا إِلَى عَبْدَةِ الأَوْثَانِ إِلَى مَنِ اتَّخَذَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرَدَةً كَالدِّهَانِ فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ ثُمَّ طَوَى الْكِتَابَ فَقَالَ ضَعْهُ عِنْدَ رَأْسِكَ فَوَضَعَهُ فَإِذَا هُمْ يُنَادُونَ النَّارَ النَّارَ أَحْرَقْتَنَا بِالنَّارِ وَاللَّهِ مَا أَرَدْنَاكَ وَلا طَلَبْنَا أَذَاكَ وَلَكِنْ زَائِرٌ زَارَنَا وَطَرَقَ فَارْفَعْ عَنَّا الْكِتَابَ فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا أَرْفَعُهُ عَنْكُمْ حَتَّى أَسْتَأْذِنَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ارْفَعْ عَنْهُمْ فَإِنْ عَادُوا بِالسَّيِّئَةِ فَعُدْ إِلَيْهِمْ بِالْعَذَابِ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا دَخَلَتْ هَذِهِ الأسْمَاءُ دَارًا وَلا مَوْضِعًا وَلا مَنْزِلا إِلا هَرَبَ إِبْلِيسُ وَجُنُودُهُ وَذُرِّيَّتُهُ وَالْغَاوُونَ» مَوْضُوعٌ وَإِسْنَادُهُ مَقْطُوعٌ وَأَكْثَرُ رِجَالِهِ مَجْهُولُونَ وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَةِ مَنْ يُسمى بمُوسَى أصلا.
فِي الْمَقَاصِد «لَا آلاءَ إِلا آلاؤُكَ يَا اللَّهُ إِنَّكَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ مُحِيطٌ بِهِ عِلْمُكَ كعسهلون وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وبالحق نزل» هَذِه أَلْفَاظ اشتهرت، بِبِلَاد الْيمن وَمَكَّة ومصر وَالْمغْرب وبجملة بلدان، أَنَّهَا حفيظة رَمَضَان تحفظ من الْغَرق والسرق والحرق وَسَائِر الْآفَات وتكتب فِي آخر جُمُعَة مِنْهُ فجمهورهم والخطيب يخْطب على الْمِنْبَر وَبَعْضهمْ بعد صَلَاة الْعَصْر وَهِي بِدعَة لَا أصل لَهَا وَإِن وَقعت فِي كَلَام غير وَاحِد من الأكابر لي أشعر كَلَام بَعضهم وُرُودهَا فِي حَدِيث ضَعِيف وَكَانَ شَيخنَا ينكرها جدا وَهُوَ قَائِم على الْمِنْبَر فِي أثْنَاء الْخطْبَة.
الصفحة 212