كتاب معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى

2- وقسم أنزل به كتابه فتعرف به إلى عباده.
3- وقسم استأثر به في علم غيبه فلم يطلع عليه أحد من خلقه. ولهذا قال: "استأثرت به " أي انفردت بعلمه، وليس المراد انفراده بالتسمي به، لأن هذا الانفراد ثابت في الأسماء التي أنزل بها كتابه1.
وقال الخطابي عند هذا الحديث: (فهذا يدلك على أن لله أسماء لم ينزلها
في كتابه حجبها عن خلقه ولم يظهرها لهم) 2.
وقال ابن كثير: (ثم ليعلم أن الأسماء الحسنى غير منحصزة في تسعة وتسعين) 3، واستدل لذلك بهذا الحديث.
2- ومما يستدل به ما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده:
"اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك"4.
والشاهد من الحديث هو قوله: "لا أحصي ثناء عليك".
وأما عن وجه الاستشهاد فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (فأخبر أنه لا يحصي ثناء عليه، ولو أحصى أسماءه لأحصى صفاته كلها، فكان يحصي الثناء عليه، لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمأنه) 5.
3- ويستدل كذلك بقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة: "فيفتح علي من
__________
1 بدائع الفوائد 1/ 166.
2 كتاب شأن الدعاء ص 24
3 تفسير ابن كثير 269/2
4 أخرجه مسلم في صحيحه 51/2، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع
5 درء تعارض العقل والنقل 3/ 332، 333

الصفحة 65