هَذَا إذا أَعَدْنا الآيةَ عَلَى ما قبلُ؛ لِأَنَّ قوله: {وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ} هَذَا خبرٌ بأنهم خاسرون فِي الآخرة؛ لِأَنَّ الآية {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} [النمل: ٤]. ثم قال: {وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ}.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: حصر الخسرانَ فِي هَؤُلَاءِ، ولَا شَكَّ أَنَّهُم هم الأخسرونَ، وغيرهم ولو خَسِروا فليسوا بهَذَا الوصفِ.
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: الردُّ عَلَى الخوارجِ والمُعْتَزِلَة؛ لأنَّنا لو قُلْنَا: إن أهل الكَبائِر الَّذِينَ يؤمنون بالآخِرَةِ مخلَّدون فِي النَّار لاتَّصَفُوا بهَذَا الوصفِ وكانوا من الأخسرينَ، مَعَ أنَّ الله إِنَّمَا حَصَرَ الأخسرَ فِي الَّذِينَ لا يؤمنونَ بالآخِرَةِ.