قَالَ اللهُ تَعَالَى: {جَاءَتْهُمْ} الضَّمير يعود إِلَى فِرعونَ وقومِه.
وقوله: {آيَاتُنَا} أي: العلامات الدالَّة عَلَى صدق موسى - صلى الله عليه وسلم - برسالته وَعَلَى أحقيَّة ما دعا إليه؛ لِأَنَّ الآيَاتِ الَّتِي بعث الله بها موسى - صلى الله عليه وسلم - تدلُّ عَلَى أمرينِ: عَلَى صِدْقِ موسى، وهَذَا تأييدٌ له، وَعَلَى صِحَّة ما جاء به، فهَذِهِ الآيَات تشمل الأَمْرينِ.
وقوله: {مُبْصِرَةً} فَسَّرَهَا المُفَسِّر رَحَمَهُ اللهُ بقولِهِ: [مُضِيئَة وَاضِحَة]، وهنا كَلِمَة {مُبْصِرَةً} اسمُ فاعلٍ، والفِعْل مِنْهَا أبصرَ.
فهل الآيَاتُ هِيَ الَّتِي فيها البَصَرُ أو مُبْصِرَة أي: جاعلة غيرها يُبْصِر بها، أيُّهما أبلغُ؟
الثَّانِيَةُ أبلغُ، أي أَنَّهَا جَاعِلَة غيرها يُبْصِر بها، يعني أَنَّهَا تُبْصِرُ غَيْرَها، فهَذِهِ الآيَات هِيَ بنفسها ظاهرةٌ وواضحةٌ، وَالَّذِي يراها يُبْصِرُ بها. ولهَذَا نَقُولُ: {مُبْصِرَةً} يعني أَنَّهَا باصرة بنفسها وموجِدَة للإبصارِ فِي غيرِها.
ولمَّا {جَاءَتْهُمْ} هَذِهِ الآيَات المبصرة كَانَ الجواب: {قَالُوا هَذَا} أي: ما جاءنا، ولم يقولوا: هَذِهِ، أي: الآيَات؛ لأجلِ أن يشملَ كُلّ شيءٍ؛ هَذَا الَّذِي جاءنا من