كتاب الإعلام بتخيير المصلي

المبحث الأول: حول إنكار المقلد على المخالف:
إن الواجب علينا جميعا، ممن أراد أن يسلك طريق طلب العلم أن يسعى جاهدا في تأصيل علمه في جميع الفنون حتى يبرأ من التقليد في جميع علومه، وهذا مطلب عزيز وفيه صعوبة إلا على من وفقه الله تعالى.
لأن من سلك هذه الطريق بلغ بإذن الله تعالى درجة الاجتهاد.
وعلى طالب العلم أن لا يحتقر نفسه، و أن يسأل الله تعالى الإعانة والتوفيق، فانه إذا صحت النية، وطلب العلم على أصوله حصل التوفيق باذن الله تعالى.
وان مما ينبغي الإحاطة به أن طالب العلم أن لم يكن هكذا فانه لا ينبغي له أن ينكر على من خالفه في الاجتهاد والتقليد إذا كان على مذهب السلف، وذلك لأنه يقلد غيره في بعض أصول المسألة، فهو في الحقيقة متبع لغيره في قوله أو معتمد عليه فإذا أنكر على غيره فهو داع إلى قول من قلده، والواجب الدعوة إلى الكتاب والسنة.
أما من كان على درجة من خلالها يستطيع تمييز الأدلة

الصفحة 10