كتاب الدعاء للطبراني - نسخة مقابلة (اسم الجزء: 2)

وَمَنْ قَالَ الثَّانِيَةَ مِئَةَ مَرَّةٍ, فَكَأَنَّمَا قَرَأَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مِائَتَيْ مَرَّةٍ, وَأُعْطِي ثَوَابَهَا، قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: يَا جِبْرِيلُ, وَمَا ثَوَابُهَا؟ قَالَ: لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحْمِلَ حَرْفًا وَاحِدًا مِنَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ, حَتَّى أُبْعَثَ أَنَا فِيهِمْ وَحَزَاقِيلُ ؛ لِأَنِّي أَنَا الَّذِي أَنْزِلُ بِالْوَحْيِ عَلَى الأَنْبِيَاءِ، فَيُجْعَلُ فِيَّ قُوَّةُ ذَلِكَ، قَالَ: وَمَا بَالُ حَزَاقِيلُ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ أَوَّلُ عَبْدٍ قَالَ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، وَمَنْ قَالَ الثَّالِثَةَ مِئَةَ مَرَّةٍ, كُتِبَ لَهُ بِهَا عَشْرَةُ آلاَفِ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِهَا عَشْرَةُ آلاَفِ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرَةُ آلاَفِ أَلْفِ دَرَجَةٍ،
وَنَزَلَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنَ السَّمَاءِ رَافِعِي أَيْدِيهِمْ, يُصَلُّونَ عَلَى مَنْ قَالَهَا، قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: وَهَلْ تُصَلِّي الْمَلاَئِكَةُ إِلاَّ عَلَى الأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ: إِنَّهُ مَنْ آمَنَ بِمَا جَاءَتْ بِهِ الأَنْبِيَاءُ, وَلَمْ يُبَدِّلْ أُعْطِيَ ثَوَابَ الأَنْبِيَاءِ، وَمَنْ قَالَ الرَّابِعَةَ مِئَةَ مَرَّةٍ, تَلَقَّاهَا مَلَكٌ حَتَّى يَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيِ الْجَبَّارِ عَزَّ وَجَلَّ, فَيَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الَّذِي قَالَهَا, وَمَنْ نَظَرَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ لاَ يَشْقَى، قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: يَا جِبْرِيلُ, وَمَا ثَوَابُ الْخَامِسَةِ؟ قَالَ: هِيَ دَعْوَتِي, وَلَمْ يُؤْذَنْ لِي أَنْ أُفَسِّرَهَا لَكَ.
873- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: مَا أَفْضَلُ مَا نَقُولُ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ, أَيَّامِ الْحَجِّ؟ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَأَخْبَرَنِي شَيْخٌ مُؤَذِّنٌ كَانَ لِأَهْلِ مَكَّةَ, عَنْ عَلِيٍّ الأَزْدِيِّ قَالَ: سَمِعَهُمُ ابْنُ عُمَرَ, يَعْنِي فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ يَقُولُونَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ: هِيَ هِيَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا هِيَ هِيَ؟ قَالَ: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا}.

الصفحة 1205