كتاب الدعاء للطبراني - نسخة مقابلة (اسم الجزء: 2)
1065- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ زِيَادٍ, فَأُتِيَ بِرَجُلٍ, وَمَا يَشُكُّ النَّاسُ فِي قَتْلِهِ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بِشَيْءٍ, فَخُلِّيَ سَبِيلُهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ, فَقَالَ: جِيءَ بِكَ وَمَا يَشُكُّ النَّاسُ فِي قَتْلِكَ, فَرَأَيْتُكَ حَرَّكْتَ شَفَتَيْكَ بِشَيْءٍ, فَخُلِّيَ سَبِيلُكَ، قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ رَبَّ إِبْرَاهِيمَ، وَرَبَّ إِسْحَاقَ، وَرَبَّ جِبْرِيلَ، وَرَبَّ مِيكَائِيلَ، وَرَبَّ إِسْرَافِيلَ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ, وَالإِنْجِيلِ, وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ, ادْرَأْ عَنِّي شَرَّ زِيَادٍ, فَدَرَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَرَّهُ.
1066- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُسْتَمْلِي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ (ح) وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَائِلَةَ الأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ بِلاَلٍ السَّعْدِيُّ، قَالاَ: حدثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ, عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُوَ مَرِيضٌ, فَلَمْ نَبْرَحْ حَتَّى قَضَى، فَبَسَطْنَا عَلَيْهِ ثَوْبًا, وَأُمٌّ لَهُ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ, فَقُلْنَا لَهَا: يَا هَذِهِ, احْتَسِبِي مُصِيبَتَكِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَتْ: وَمَاتَ ابْنِي؟ قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَتْ: حَقًّا تَقُولُونَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: فَمَدَّتْ يَدَيْهَا، فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَسْلَمْتُ لَكَ, وَهَاجَرْتُ إِلَى رَسُولِكَ, رَجَاءَ أَنْ يُغِيثَنِي عِنْدَ كُلِّ شَدِيدَةٍ وَرَخَاءٍ، فَلاَ تَحْمِلْ عَلَيَّ هَذِهِ الْمُصِيبَةَ الْيَوْمَ، فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ, ثُمَّ مَا بَرِحْنَا حَتَّى طَعِمْنَا مَعَهُ.
1067- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِنَّائِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ جُزَيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدِ اللهِ بْنُ التُّومِ الرَّقَاشِيُّ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَخَافَ رَجُلاً, فَطَلَبَهُ لِيَقْتُلَهُ, فَهَرَبَ الرَّجُلُ مِنْ عِنْدِهِ, فَجَعَلَتْ رُسُلُهُ تَخْتَلِفُ إِلَى مَنْزِلِ ذَلِكَ الرَّجُلِ يَطْلُبُونَهُ, وَفِي جِيرَانِهِ, فَلَمْ يَظْفَرْ بِهِ، فَهَرَبَ الرَّجُلُ, فَجَعَلَ لاَ يَأْتِي بَلْدَةً إِلاَّ قِيلَ لَهُ: قَدْ كُنْتَ تُطْلَبُ هَاهُنَا، فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِ الأَمْرُ, وَخَشِيَ أَنْ لاَ يُفْلِتَ مِنْهُ قَالَ: مَا أَجِدُ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ أَنْ أَذْهَبَ إِلَى بِلاَدٍ لَيْسَ لَهُ فِيهَا مَمْلَكَتُهُ، فَعَزَمَ عَلَى ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ قَاصِدًا إِلَى أَهْلِهِ, حَتَّى طَرَقَهُمْ لَيْلاً، فَدَقَّ الْبَابَ, فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: افْتَحِي أَنَا فُلاَنٌ، فَقَالَتْ: وَيْحَكَ, وَمَا الَّذِي جَاءَ بِكَ,
فَوَاللهِ مَا نَأْمَنُ وَلاَ يَأْمَنُ جِيرَانُنَا، وَلَكِنْ أَرَى وَاللهِ الْحَيْنَ جَاءَ بِكَ، فَفَتَحَتْ لَهُ, وَأَسْرَجَتْ لَهُ سِرَاجًا, وَنَبَّهَتْ لَهُ عِيَالَهُ, وَجَاءَتْهُ بِعَشَاءٍ فَتَعَشَّى، وَإِنَّهُ أَرَادَهَا عَلَى نَفْسِهَا, فَلَمْ تَمْتَنِعْ عَلَيْهِ, فَوَقَعَ بِهَا، وَقَالَتْ: يَا جَارِيَةُ, ضَعِي لِمَوْلاَكِ فِي الْمُتَوَضَّأِ سِرَاجًا، وَضَعِي لَهُ مَاءً, وَاذْهَبِي إِلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ أَرْبَعَةٌ مِنْ جِيرَانَهَا، وَلاَ يَعْلَمُ الرَّجُلُ، فَأَتَتْ أَبْوَابَهُمْ, فَدَقَّتْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَتْ لَهَا: وَيْلَكِ مَا لَكُمْ، أَطَرَقَكُمُ اللَّيْلَةَ أَحَدٌ؟ قَالَتْ: لاَ، قَالُوا: فَلِأَيِّ شَيْءٍ بَعَثَتْكِ؟ قَالَتْ: مَا لِي بِهِ عِلْمٌ، قَالَ: فَدَقَّ هَذَا عَلَى هَذَا, وَقَالُوا: تَعَالَوْا إِلَى هَذِهِ الْبَائِسَةِ, فَقَدِ اسْتَغَاثَتْ بِكُمْ، فَأْتَوْهَا, فَفَتَحَتْ لَهُمُ الْبَابَ, وَقَالَتِ: ادْخُلُوا الْبَيْتَ, فَدَخَلُوا الْبَيْتَ, فَقَامَ إِلَيْهِمْ, فَاعْتَنَقَهُمْ،
فَقَالُوا: مَا الَّذِي جَاءَ بِكَ, فَوَاللهِ مَا نَأْمَنُ فِي مَنَازِلِنَا, وَلَكِنَّا نَرَى الْحَيْنَ وَاللهِ جَاءَ بِكَ، فَقَالَ: يَا قَوْمُ, إِنِّي لَمْ آتِ بَلْدَةً إِلاَّ وَجَدْتُنِي أُطْلَبُ فِيهَا، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ أَنْ أَدْخُلَ بَلْدَةً لَيْسَ عَلَيْهَا مَمْلَكَتُهُ, وَهَذَا وَجْهِي، وَإِنَّمَا جِئْتُ لِأُوصِيَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ وَصِيَّةَ الْمَوْتِ؛ لِأَنِّي إِنَّ دَخَلْتُ بِلاَدًا غَيْرَ بِلاَدِ الإِسْلاَمِ, لَمْ أَقْدِرْ أَنْ أَخْرُجَ مِنْهَا، فَأَوْصَيْتُ إِلَيْهَا, وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ وَدَّعَهُمْ وَقَامُوا يَخْرُجُونَ، قَالُوا: أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ, لِأَيِّ شَيْءٍ بَعَثْتِ إِلَيْنَا؟ فَقَالَتْ: أَلَيْسَ تَعْرِفُونَ الرَّجُلَ, إِنَّهُ زَوْجِي؟ قَالُوا: بَلَى, قَالَتْ: فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْهُ اللَّيْلَةَ مَا يَكُونُ مِنَ الرَّجُلِ إِلَى أَهْلِهِ, فَاشْهَدُوا عَلَى هَذِهِ اللَّيْلَةِ, فَإِنِّي لاَ أَدْرِي مَا يَكُونُ هَاهُنَا,
الصفحة 1296
1993