ثم أورد بعد ذلك حديث علي بن زيد الوارد فيه أن أم رومان ماتت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "وروى علي1 بن زيد عن القاسم2، ماتت أم رومان زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عقب بقوله: وفيه نظر، وحديث مسروق أسند"3.
قال ابن حجر: "يعني أصح إسنادا وهو كما قال". انتهى4.
وقد صرح بسماع مسروق من أم رومان.
وجزم جماعة من العلماء5 بأن مسروقا لم يدرك أم رومان اعتمادا على رواية علي بن زيد هذه المصرحة بأن أم رومان ماتت زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قدوم مسروق إلى المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ثم وهم البخاري في إدخاله هذه الحديث في الصحيح وتصريحه فيه بأن مسروقا سمع من أم رومان.
وقد انتصر لقول البخاري هذا ابن القيم وابن حجر وردا على القائلين بغيره.
وهذا نص كلام ابن القيم قال: "ومما وقع في حديث الإفك: أن في
__________
1 علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان بضم الجيم وسكون الدال المهملة، التيمي البصري، أصله حجازي، وهو المعروف بعلي بن زيد بن جدعان، ينسب أبوه إلى جد جده، ضعيف من الرابعة (ت 131) وقيل قبلها /بخ م عم. المصدر السابق 2/ 37.
2 القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، التيمي، ثقة أحد الفقهاء بالمدينة قال أيوب: "ما رأيت أفضل منه، من كبار الثالثة" (ت 106) على الصحيح / ع. المصدر السابق2/120.
3 تاريخ البخاري الصغير، ص 22 والحديث في طبقات ابن سعد وهذه نصه: "أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد قال: لما دليت أم رومان في قبرها"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان" وفي حديث عفان: "ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبرها" 8/ 276.
4 هدي الساري مقدمة فتح الباري، ص 373.
5 سيأتي تسمية بعضهم في كلام ابن حجر، ص 296.