كتاب مرويات غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع

ووجدته من الغرائب إلى ما في الكتابين في حروفها مع نظائرها وأمثالها"1.
وقد سلك رحمه الله في منهجه طريقة أهل المعاجم من ترتيب الكلمات على حروف المعجم بالتزام الحرف الأول والثاني من كل كلمة، واتباعهما بالحرف الثالث على سياق الحروف، غير أنه لا يلتزم بالترتيب على حسب الحروف الأصلية، خاصة إذا كانت الكلمة قد بنيت على الحرف الزائد حتى صار كأنه من بنية الكلمة.
وإنما راعى ذلك المسلك قصداً للسهولة واليسر على طلاب غريب الحديث، لا سيما أن أكثر طلبة غريب الحديث لا يكادون يفرقون بين الأصلي والزائد. ونبه على زيادة الحرف عند ذكره في غير بابه، لئلا يظن به أنه وضعه في هذا المكان للجهل به2.فجاء كتابه هذا أعظم كتاب في غريب الحديث وأوسع الكتب التي سبقته في هذا الباب، وأصبح مرجعاً هاماً للعلماء على مدار الزمن، فكل من حاول الكتابة بعده في هذا الشأن فهو عيال عليه، ولذلك لم يظهر في المكتبات الإسلامية حتى الآن كتاب يدانيه في بابه. ومصنفه هو أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الشهير بابن الأثير الجزري، شافعي المذهب كان إماماً في علوم كثيرة، كما أنه ألف كتاباً مفيدة في سائر العلوم منها جامع الأصول الستة3، وكتباً4 أخرى مفيدة تدل على غزارة علمه وسعة إطلاعه من أعظمها كتاب هذا الذي رجعت إليه وأفدت منه كثيراً في حل غوامض الحديث الشريف.
وكانت وفاة ابن الأثير رحمه الله سنة 606هـ وكانت ولادته سنة 544هـ على الأرجح.
7-ومن أهم المصادر التي اعتمدتها (زاد المعاد في هدي خير العباد) لمؤلفه ابن قيم الجوزية، وقد تطرق في هذا الكتاب إلى مباحث السيرة النبوية،
__________
1 مقدمة ابن الأثير 1/11.
2 المصدر السابق 1/11.
3 المراد بالأصول الستة عند ابن الأثير: هي البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وموطأ مالك.
4 انظر: مقدمة كتاب ابن الأثير 1/16- 18، والبداية والنهاية لابن كثير 13/54.

الصفحة 31