كتاب مرويات غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع

3- علة التسمية بخزاعة وهو من التخزع وهو التأخر والمفارقة، وذلك أن خزاعة انخزعت من ولد عمرو بن عامر حين أقبلوا من اليمن يريدون الشام، فنزلت خزاعة بمر الظهران فأقامت بها.
ولذا قال عون بن أيوب الأنصاري في الاسلام:
فلما هبطنا بطن مر تخزعت
خزاعة منا في حلول1 كراكر2
فعلى هذا تكون خزاعة3 قحطانية يمنية، وجمهور العلماء على أن العرب القحطانية من اليمن وأنهم ليسوا من سلالة إسماعيل عليه السلام.
القول الثاني: أن خزاعة قبيلة عدنانية من ولد قمعة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وإليه ذهب ابن اسحاق وابن حزم وابن عبد البر وابن خلدون وغيرهم4.
واستدلوا على ذلك بأحاديث اقتصر منها على حديثين:
الأول: حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه
__________
(حلول) : الحلول: البيوت الكثيرة، وروى (خيول) و (كراكر) : جماعات
انظر التعليق على سيرة ابن هشام 1/92.
2 سيرة ابن هشام 1/91-92، وشفاء الغرام بأخيار البلد الحرام 2/45، و47، والبداية والنهاية لابن كثير 2/156، و161، 185، 187-189، وفتح الباري 6/548، والأعلام للزركلي 2/348.
3 ذكر ابن كثير أن خزاعة انْتَزعت ولاية البيت من جرهم لما بغت وأكثرت الفساد والإلحاد في البلد الحرام، وأن ولاية البيت استمرت في خزاعة ثلاثمائة سنة، وقيل: خمسمائة سنة، يتوارثون ذلك كابراً عن كابر حتى كان آخرهم حليل بن حبشية ابن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي، الذي تزوج قصيّ بن كلاب على ابنته حبى بنت حليل بن حبشية. وأن ولاية البيت صارت إليه بعد حليل قيل بوصية من حليل، وقيل: إن قصيّاً استغاث بأخوته من أمه وبني كنانة وقضاعة وقبائل من قريش على خزاعة، فأجلاهم عن ولاية البيت.
انظر: البداية والنهاية 2/1565، و185، و187، 205، 206، 207، وانظر: فتح الباري 6/534، و548.
4 سيرة ابن هشام 1/76، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم ص: 480، وتاريخ ابن خلدون 2/315، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام 2/44، ومعجم قبائل العرب لكحالة 1/338.

الصفحة 47