كتاب مرويات غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع

وتقع شمال الجحفة بثلاثة وعشرين ميلاً، هكذا نص الحربي. وهو قول ياقوت1 وبهذا تكون المسافة بين الجحفة والأبواء ثلاثة وعشرين ميلاً، وهكذا أقر هذا التحديد من المعاصرين محمد أحمد باشميل وعبد الله آل بسام. وعلى هذا فتكون المسافة بينها مرحلة إلاّ ميلاً واحداً.
وذكر عبد الرحمن السعدي بأن الأبواء هي المسماة (مستورة) الآن. وتعبقه عبد الله آل بسام بقوله: "قد تحققنا من أهل تلك البلاد أن الأبواء تقع عن مستورة شرقاً بنحو ثلاث كيلومترات، وأن سيلهما واحد، ويسقيهما وادي النخل"2.
وعلى هذا فتكون المسافة بين الأبواء ومكة ست مراحل3.
لأنه تقدم لنا أن الجحفة4 تبعد عن مكة بخمس مراحل. وعرفنا أيضاً أن الأبواء ليست لخزاعة5 وحدهم.
__________
1 كتاب المناسك ص 454،ومعجم البلدان 1/79، وانظر فتح الباري 7/279.
2 تيسير العلام شرح عمدة الأحكام 1/584،وغزوة بدر لباشميل ص 132، الأبواء: بالفتح ثم السكون وواو وألف ممدودة.
3 تقدر الست المراحل بـ 240 كيلو متراً. وقد ذكر البلادي أن الأبواء تقع شمال مكة بـ 235 كيلومتراً والأمر سهل. وذكر أيضاً أن الأبواء الآن تسمى (الخريبة) تصغير خربة وهناك قبر آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم وأن سكانها في وقتنا الحاضر بنو محمد من حرب. نسب حرب ص 29 و71 و331.
4 هي من مواقيت الحج المكانية ورد ذكرها في حديث ابن عباس وابن عمر في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت لأهل المدينة (ذا الحليفة) ولأهل الشام (الجحفة) الحديث … ولما خربت صار الناس يحرمون الآن من (رابغ) لأنها قبل حذائها بقليل من ناحية الشمال الغربي. وكانت الجحفة تسمى (مَهْيَعَة) بالفتح ثم السكون ثم ياء مفتوحة وعين مهملة. فجحفها السيل فسميت (الجحفة) بالضم ثم السكون والفاء (معجم البلدان لياقوت 2/111و 5/235) .
5 موجود الآن طائفة من بقايا خزاعة في وادي فاطمة من الخبث عند القنفذة وفي الشرق الجنوبي من بحرة.
انظر: قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ص 156، ومعجم قبائل العرب لكحالة 1/338، ونسب حرب. وهم منتشرون بين مكة والمدينة، وأن قدوم قبيلة حرب إلى هذه المناطق كان في القرن الثاني الهجري قادمة من خولان من اليمن، وانكمشت خزاعة إلى أماكنها حالياً.
انظر: قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ص 150- 151، ونسب حرب للبلادي ص 14و 119. وهذه الأماكن التي مرّت بنا تقطنها الآن قبائل من حرب، وهم منتشرون بين مكة والمدينة. نسب حرب لعاتق البلادي ص (148) .

الصفحة 58