كتاب مرويات غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع

سرية، أو جيش أوصاه بتقوى الله في خاصة نفسه، وبمن معه من المسلمين خيراً"، وقال: "إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال، فأيتها أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم: ادعهم إلى الإسلام" وهو محل الشاهد. الحديث …1.
2- ما رواه البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: "لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ويحبه الله ورسوله".
قال: فبات الناس يدوكون2 ليلتهم أيهم يعطاها، قال: فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجون أن يعطاها، فقال: "أين علي بن أبي طالب؟ " فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: "فأرسلوا إليه"، فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: "يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ "
فقال: "انفذ3 على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام" الحديث…. 4.
ووجه الدلالة من الحديثين قوله: "ادعهم إلى الإسلام" وهو أمر والأمر
__________
1 مسلم في كتاب الجهاد 5/139، وأبو داود في كتاب الجهاد باب في دعاء المشركين 2/35، واللفظ له وابن ماجة فيه في باب وصية الإمام 2/953، الترمذي في أبواب السير 3/53 إشارة، وعبد الرزاق في مصنفه في كتاب الجهاد باب دعاء العدو 5/218، أحمد في المسند 5/352، 358 والدارمي في كتاب السير، في باب الدعوة إلى الإسلام قبل القتال 2/136، ومنتقى ابن الجارود في الجهاد، باب وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للجيوش والأمراء ص347، وشرح معاني الآثار للطحاوي في كتاب السير 3/206، والسنن الكبرى للبيهقي في كتاب السير باب الإقامة بدار الشرك 9/15، باب السيرة في أهل الكتاب 9/49، وكتاب الأموال لأبي عبيد ص 34 في كتاب الفيء، والاعتبار للحازمي ص210.
2 يدوكون: أي يموجون ويخوضون فيمن يعطاها.
انظر: النهاية لابن الأثير 2/140.
3 انفذ على رسلك: أي انفصل وامض سالما. النهاية لابن الأثير 5/92.
4 البخاري في كتاب الجهاد، باب الدعاء إلى الإسلام 4/38، باب فضل من أسلم على يديه رجل 4/48 و5/16، باب مناقب علي بن أبي طالب و5/111 من كتاب المغازي، ومسلم واللفظ له 7/121-122، في فضائل علي بن أبي طالب.

الصفحة 77