كتاب مرويات غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع

قال أبو داود بعد إيراده: "هذا حديث نبيل، رواه ابن عون عن نافع، ولم يشركه فيه أحد".
قلت: "لا يضر تفرده لأنه إمام جليل ثقة ثبت".
2- ما رواه البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى خيبر ليلاً، وكان إذا أتى قوماً بليل، لم يغر1 بهم حتى يصبح، فلما أصبح خرجت اليهود بمساحيهم2، ومكاتلهم3، فلما رأوه، قالوا: "محمد والله، محمد والخميس"4، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة 5 قوم فساء صباح المنذرين" 6.
وفي لفظ: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قوماً لم يغر حتى يصبح، فإن سمع أذاناً أمسك، وإن لم يسمع أذاناً أغار بعدما يصبح، فنزلنا خيبر ليلاً" وفي لفظ "صبحنا خيبر بكرة، فخرج أهلها بالماسحي" الحديث7.
ووجه الدلالة من هذين الحديثين قوله: "أغار" أي أخذهم على غرة، ويدل على هذا صراحة لفظ: (وهو غارون) أي غافلون.
__________
1 في حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغار على أهل خيبر ليلاً وتقدم في حديث سهل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عليا أن يدعوهم إلى الإسلام قبل القتال. وأجاب ابن حجر: بأن حديث أنس كان أول ما طرقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديث علي بعد ذلك، فتح الباري 7/487.
2 بمساحيهم: المساحي: جمع مسحاة وهي المجرفة من الحديد. النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 4/150.
3 والمكاتل: جمع مكتل وهو الزنبيل الكبير. المصدر السابق 4/328.
4 الخميس: الجيش العظيم، سمي بذلك لأنه مقسوم بخمسة أقسام، المقدمة، والساقة، والميمنة، والميسرة، والقلب. وقيل لأنه تخمس فيه الغنائم.
انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 7/92.
5 الساحة في اللغة الناحية وفضاء بين دور الحي، وجمعه ساح وسوح وساحات. القاموس المحيط 1/230.
6 البخاري في كتاب الجهاد باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام 4/38 و5/108-109 من كتاب المغازي باب غزوة خيبر واللفظ له، ومسلم5/185كتاب الجهاد.
7 المصدر السابق.

الصفحة 79