كتاب مرويات غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع

أ- القائلون بأنها سنة ست:
أول من قال بذلك ابن إسحاق: فقد قال - عقب غزوة ذي قرد1 فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعض جمادى الآخرة ورجباً، ثم غزا بني المصطلق من خزاعة في شعبان سنة ست2.
وفي مجمع الزوائد: روى الطبراني من طريق ابن إسحاق قال: "كانت غزوة بني المصطلق في شعبان سنة ست"3. قال الهيثمي: "رجاله ثقات".
وتبع ابن إسحاق في هذا خليفة بن خياط وابن جرير الطبري، وابن حزم وابن عبد البر وابن العربي، وابن الأثير وابن خلدون.
فقد صرح كل منهم بأن غزوة بني المصطلق كانت في شعبان من السنة السادسة4.
وقد أدى بهم هذا إلى إنكار وجود سعد بن معاذ في هذه الغزوة وتوهيم من ذكره فيها من العلماء، بناء على أنه استشهد في غزوة بني قريظة، التي وقعت عقب الخندق مباشرة، وكانت الخندق في السنة الرابعة على رأي ابن حزم وطائفة من العلماء5.
__________
1 ذو قرد: محركة: على يوم من المدينة، بينها وبين خيبر، وتسمى غزوة (الغابة) وذلك أن عيينة بن حصن الفزاري أغار على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ترعى في الغابة قرب المدينة، فاستاقها. واختلف في تاريخها هل هي قبل الحديبية أو بعدها.
2 سيرة ابن هشام 2/289.
3 مجمع الزوائد 6/142-143.
4 انظر: تاريخ خليفة ص 80، وتاريخ الطبري 2/604، وجوامع السيرة لابن حزم ص 206، والدرر في اختصار المغازي والسير لابن عبد البر ص 200-202، وعارضة الأحوذي شرح جامع الترمذي لابن العربي 12/49، والكامل لابن الأثير 2/192، تاريخ ابن خلدون 2/29و 33.
5 منهم: مالك بن أنس وموسى بن عقبة، والبخاري وابن قتيبة، ويعقوب بن سفيان الفسوي، والنووي، وابن خلدون.
انظر: البداية والنهاية لابن كثير 4/93-94، فتح الباري 5/278و 7/393، المعارف لابن قتيبة ص 70، المعرفة والتاريخ للفسوي 3/257-258، شرح صحيح مسلم للنووي 4/532، تاريخ ابن خلدون 2/29.

الصفحة 90