كتاب مسند الدارمي ت الزهراني (اسم الجزء: 1)

وناظم ومنكت (¬1) ومختصر قال الحافظ ابن حجر: فكم من ناظمله (¬2) ومختصر (¬3) ومستدرك عليه ومعارضله (¬4) ومنتصر (¬5) ونرى أن مراحل التدوين والتدقيق والتحقيق أربع أيضا:
الأولى: بدأت بكتاب الرامهرمزي، فقد حاز السبق في تدوين أبواب من هذا العلم.
الثانية: بدأت بمؤلفات الخطيب البغدادي، فكل من جاء بعده صار عالة على مصنفاته في هذا العلم.
الثالثة: بدأت بكتابة أبي عمرو بن الصلاح، فقد لاقى قبولا كبيرا عند العلماء، فتنافسوا في الاشتغال به على ما تقدم بيانه.
الرابعة: بدأت بكتابة ابن حجر، فقد استفاد منها من أتى بعده من العلماء، فإنه دقيق الملاحظة واسع العلم حسن التنظيم، اشتغل العلماء بمؤلفه النفيس: نخبة الفِكَر، فمنهم الشارحله والناظم، ولا أنفس من شرحه هو لها المسمى: نزهة النظر، وصدق الحافظ العراقي رحمة الله علينا وعليه إذ قال: وبعد فعلم الحديث خطير وضعه، كثير نفعه، وبه يعرف الحلال والحرام، ولأهله اصطلاح لا بد للطالب منفهمه (¬6) وهذا كله ينضوي تحت قول نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -: «نَضَّر الله امرءا سمع منا حديثا، فحفظه فبلغه غيره، فرب حامل فقه ليس بفقيه» (¬7) وكفاهم هذا الدعاء شرفا، بوأهم الله من الجنة غرفا، ولقّاهم الفوز العظيم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن
¬_________
(¬1) منهم بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، وابن حجر.
(¬2) منهم زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي، نظم فيه ألفيته المشهورة، وزاد عليه فوائد لا يستغني عنها طالب العلم، أشار إلى هذا فقال:
لخصت فيها ابن الصلاح أجمعه ... وزدتها علما تراه موضعه
(¬3) منهم ابن دقيق العيد، ومن بعده الذهبي، وفاقهما الحافظ ابن حجر في كتابه نخبة الفِكَر مختصر لكنه الأجود تدقيقا وتحقيقا.
(¬4) منهم ابن حجر نفسه لم يناسبه ترتيب ابن الصلاح فقال: لم يحصل ترتيبه على الوضع المناسب (نزهة النظر ص 17) وانظر (توجيه النظر 1/ 364).
(¬5) نزهة النظرص 17.
(¬6) التبصرة والتذكرة 2 - 3.
(¬7) أخرجه أبو داود حديث (3660) والنسائي في الكبرى حديث (5847) والترمذي حديث (2656) وقال: حديث حسن.

الصفحة 10