كتاب تفسير سفيان الثوري

يحب ان يعمل بقوله وينشر قوله أو يسمع منه
وإياك وحب الياسة، فان من الناس من تكون الرياسة أحب إليه من الذهب والفضة.
وهو باب غامض لا يبصره الا البصير من العلماء السماسرة واحذر الرئاء فإن الرئاء أخفى من ديب النمل وقال حذيفة: (سيأتي على الناس زمان يعرض على الرجل الخير والشر فلا يدرى أيما يركب) .
وقد ذكر عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، قال: (ل تزال يد الله عز وجل على هذه الامة وفى كنفه وجواره وجناحه ما لم يما قراؤهم الى أمرائهم وما لم يبر خيارهم أشرارهم وما لم يعظم أبرارهم فجارهم فإذا فعلوا ذلك، رفعها عنهم وقذف في قلوبهم العب وأنزل بهم الفاقة وسلط عليهم جبابرتهم فساموهم سوء العذاب) .
وقال: (إذا كان ذلك لا يأتيهم امر يضجون منه إلا اردفه بآخر يشغلهم عن ذلك) .
فليكن الموت من شأنك ومن بالك.
وأقل الامل.
وأكثر ذكر الموت.
فإنك ان أكثرت ذكر الموت هان عليك أمر دنياك وقال عمر: (أكثرو ذكر الموت فانكم ان ذكرتموه في كثير، قلله وان ذكرتموه في قليل كثره. واعلموا انه قد حان للرجل يشتهى الموت) .
أعاذنا الله وإياك من المهالك وسلك بنا وبك سبيل الطاعة) فهذا هو سفيان الثوري الذى رأيناه الان جالسا بين المجتهدين يذاكرهم في اصول الدين وفروعه.
يوافق واحد ويخالف اخر.
يؤيد هذا ويرد على ذاك يباحثهم ويناظرهم مرة ويملى عليهم ويروى عنهم اخرى.
وذاك الثوري بعينه يرى قاعدا في نادى الورع والزهد، لا كعامة تلك الطريقة بل كأنه سيدها ومدارها، تحيا بحياته وتموت بموته.
ويؤيد رأينا ما قاله شعبة: (ان سفيان سادس الناس بالورع والعم) ، وكا قال أبو رجاء: (لولا الثوري لمات الورع) .
وكانت له رحمه الله طريقة خاصة في التصوف وكان محمد عبد الله بن خبيق بن سابق الكوفى الانطاكي منسلكا بها كما صرح السلمى في الطبقات

الصفحة 19