كتاب القواعد في توحيد العبادة (اسم الجزء: 2)

والوساطة: عمل الوسيط، وهي التوسط بين الشيئين أو الموجودين، إذا كان هذان الشيئان، أو الموجودان مستقلين في الواقع عن ذلك التوسط (¬١).
ولقد شاع استعمال الواسطة في عصرنا بمعنى الجاه والمكانة (¬٢).
ومن العلماء من عبر بالواسطة عن الوسيلة والشفاعة.
كما يقول الإمام ابن القيم: "وتسقط الوسائط بينك وبينه -أي: النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا في التبليغ، كما تسقط الوسائل بينك وبين المُرسل في العبودية، ولا تثبت وساطة إلا في وصول أمره ونهيه ورسالته إليك" (¬٣)، فعبَّر عن الواسطة بالوسيلة.
ويقول الألولسي: "والوسيلة في الأصل الواسطة التي يتوسل ويتقرب بها إلى الشيء وهي هنا الطاعة" (¬٤).
ويقول الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ: "وإما على سبيل الوساطة بينهم وبين الله بالشفاعة وهذا شرك الذين قالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: ٣] " (¬٥).
ويقول الشيخ ابن عثيمين: "الواسطة: هي الشفاعة للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة" (¬٦).
والذي يظهر أن الواسطة تتناول الوسيلة والشفاعة، ومطلق التوسط بين شيئين، فكل وسيلة هي واسطة يتوصل بها إلى الشيء المراد،
---------------
= (ص ٥٢٢)، والتوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (ص ٧٢٥)، مختار الصحاح (ص ٣٠٠).
(¬١) المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا (٢/ ٥٧٢).
(¬٢) انظر: رسالة الواسطة بين الله وخلقه، إعداد: المرابط بن محمد الشنقيطي (ص ٢٢).
(¬٣) مدارج السالكين (٣/ ١٤٤).
(¬٤) روح المعاني (١٥/ ١٢٦).
(¬٥) تيسير العزيز الحميد (ص ٢٣٨).
(¬٦) مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (٥/ ٦١).

الصفحة 1070