كتاب القواعد في توحيد العبادة (اسم الجزء: 2)

وقال بهذا القول جملة من السلف، بل هو مما لا نزاع فيه (¬١).
ومن ذلك قوله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (٩٨)} [البقرة: ٩٨].
وقوله عزَّ وجلَّ: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٧٥)} [الحج: ٧٥].
يقول الحافظ ابن كثير في تفسير قوله: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ}: "يقول تعالى: من عاداني وملائكتي ورسلي - ورسله تشمل رسله من الملائكة والبشر كما قال تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} - {وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} وهذا من باب عطف الخاص على العام فإنهما دخلا في الملائكة في عموم الرسل (¬٢)، ثم خُصِّصَا بالذكر؛ لأن السياق في الانتصار لجبرائيل، وهو السفير بين الله وأنبيائه" (¬٣).
ومن السُّنَّة حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- المعروف بحديث جبريل الطويل، وفيه مجيء جبريل على صورة أعرابي وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان وأمور أخرى، فلما انصرف قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا عمر أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" (¬٤).
---------------
(¬١) تفسير ابن كثير (٣/ ٣٤٨).
(¬٢) في النسخة المحققة: (في الملائكة ثم عموم الرسل). [انظر: تفسير ابن كثير: (١/ ٥٠٨) بتحقيق ت مجموعة من الباحثين؛ منهم: مصطفى السيد، طبعة مؤسسة قرطبة].
(¬٣) تفسير ابن كثير (١/ ١٣٣).
(¬٤) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب: سؤال جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان والإسلام والإحسان ... (١/ ٢٧)، رقم (٥٠)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب: بيان الإيمان والإسلام والإحسان (١/ ٣٩)، رقم (٩).

الصفحة 1077