كتاب القواعد في توحيد العبادة (اسم الجزء: 1)

ويقول أبو البقاء الكفوي (¬١) في تعريفها: "والقاعدة اصطلاحًا: قضية كلية من حيث اشتمالها بالقوة على أحكام جزئيات موضوعها، وتسمى فروعًا، واستخراجها منها تفريعًا" (¬٢).
وعرَّفها شهاب الدين الحموي (¬٣) بتعريف مغاير لما سبق، فهو يعتبر القاعدة بأنها حكم أكثري أو أغلبي فليس من شرطها أن تكون كلية مطردة، فقال: "لأن القاعدة عند الفقهاء غيرها عند النحاة والأصوليين؛ إذ هي عند الفقهاء: حكم أكثري لا كلي ينطبق على أكثر جزئياته لتعرف أحكامها منه" (¬٤).
وجمع بعض أهل العلم بين الأمرين، فقد جاء في "درر الحكام": "وفي اصطلاح الفقهاء هو الحكم الكلي أو الأكثري الذي يراد به معرفة حكم الجزئيات" (¬٥).
والصحيح أن القاعدة كلية، وأما وجود المستثنيات للقواعد فهذا لا يخرجها عن كونها كلية؛ لأنَّها قليلة فلا تخدش في كلية القواعد الاستقرائية (¬٦).
---------------
(¬١) هو: أيوب بن السيد شريف موسى الحسيني، أبو البقاء (١٠٩٤ هـ)، من أهل (كفا) بالقرم، ومن قضاة الأحناف، توفي وهو قاضي بالقدس. من تصانيفه: "تحفة الشاهان" تركي، في فروع الحنفية، و"الكليات" في اللغة [انظر: هدية العارفين (١/ ٢٢٩)، ومعجم المؤلفين (٣/ ٣١)، والأعلام للزركلي (١/ ٣٨٣)].
(¬٢) الكليات (ص ٧٢٨).
(¬٣) هو: أبو العباس أحمد بن محمد مكي المعروف بشهاب الدين الحموي الحنفي، المصري الحموي الأصل، مفتي الحنفية في مصر، درس بالمدرسة السليمانية بالقاهرة، توفي سنة ١٠٩٨ هـ، من مؤلفاته: حاشية الدرر والغرر في الفقه، وغمز عيون البصائر شرح كتاب الأشباه والنظائر لابن نجيم، وكشف الرمز عن خبايا الكنز. [انظر ترجمته: الأعلام (١/ ٢٣٩)، ومعجم المؤلفين (٢/ ٩٣)].
(¬٤) غمز عيون البصائر (١/ ٥١).
(¬٥) درر الحكام شرح مجلة الأحكام (١/ ١٧).
(¬٦) انظر: قاعدة العادة محكمة، ليعقوب الباحسين (ص ١٤ - ١٥).

الصفحة 28