كتاب القواعد في توحيد العبادة (اسم الجزء: 2)

وصفاته، ويعبده ولا يشرك به شيئًا والعبادة تجمع غاية الحب وغاية الذل له سبحانه" (¬١).
والله تعالى إنما أمر عباده بتحقيق التوحيد وتكميله، ولا ينفك نوع عن نوع، فلا يتم تحقيق نوع منها إلا بتحقيقها جميعًا، والابتعاد عن كل ما ينافيها أو ينقض أصلها.
فإذا قام العبد بتحقيق جميع أنواع التوحيد، وابتعد عن كل ناقض أو مفسد فقد أتى بتحقيق أصل التوحيد الذي رتب الله عليه قبول الأعمال والجزاء بالحسنى.
يقول الشيخ السعدي: "ولا يكون العمل صالحًا إلا إذا كان مع العبد أصل التوحيد والإيمان المخرج عن الكفر والشرك الذي هو شرط لكل عمل صالح" (¬٢).
الثاني: تحقيق التمام؛ أي: تتميم ذلك الأصل أو ما يسمى بـ (الكمال الواجب) والمقصود به تخليصه مما حرَّمه الله تبارك وتعالى؛ من الشرك الأصغر، والبدع غير المكفرة، والمعاصي، والتفريط في الواجبات.
وهذا التحقيق هو الذي يحرم صاحبه على النار.
يقول الإمام ابن رجب: "إنما أراد التوحيد الكامل الذي يحرم صاحبه على النار وهو تحقيق معنى لا إله إلا الله فإن الإله هو المعبود ... " (¬٣).
ويقول - رحمه الله -: "فإذا تحقق القلب بالتوحيد التام لم يبق فيه محبة لغير ما يحبه الله ولا كراهة لغير ما يكرهه الله" (¬٤).
---------------
(¬١) رفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدر، للشيخ مرعي (ص ٦٧).
(¬٢) تفسير السعدي (ص ٣٥٠).
(¬٣) جامع العلوم والحكم (١/ ٢٠٥).
(¬٤) جامع العلوم والحكم (١/ ٣٦٦).

الصفحة 643