كتاب القواعد في توحيد العبادة (اسم الجزء: 2)

أما استعمال الأصل في تعبيرات أهل العلم فهو بمعناه اللغوي، لكنهم أطلقوه على أمور أخرى يرجع مؤداها إلى المعنى اللغوي:
فقيل هو: عبارة عما ينبى عليه غيره، ولا يبنى هو على غيره، والأصل ما يثبت حكمه بنفسه ويبنى على غيره (¬١).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "والأصول مأخوذة من أصول الشجرة، وأساس البناء، ولهذا يقال فيه: الأصل ما ابتنى عليه غيره، أو ما تفرع عنه غيره" (¬٢).
وقيل هي: "جمع أصل، وأصل الشيء: ما منه الشيء، أو ما استند الشيء في وجوده إليه، أو ما ينبني عليه غيره، أو ما احتيج إليه" (¬٣).
وقد أطلق الأصل على أمور أخرى ترجع إلى معناه.
يقول الإمام الشوكاني: "فالأصول جمع أصل وهو في اللغة ما ينبني عليه غيره، وفي الاصطلاح: يقال على الراجح، والمستصحب، والقاعدة الكلية، والدليل، والأوفق بالمقام" (¬٤).
فأما الدَّلِيلُ فمعناه في اللغة: ما يُستَدَلُّ به، وأيضًا الدَّالُّ، وقيل هو المُرشِدُ وما به الإرشادُ، والجمع أَدِلَّةٌ وأَدِلَّاءُ، وقد دَّلَهُ على الطريق يَدُلُّه بالضم دَلَالَة بفتح الدال وكسرها ودَلُولَة بالضم (¬٥).
وعرَّفه ابن قدامة اصطلاحًا بقوله: "الدليل وهو ما يتوصل بصحيح النظر فيه إلى علم أو ظن ... ، وقيل: هو ما دل على المراد بما يستقل بنفسه في الدلالة على المراد" (¬٦).
---------------
(¬١) انظر: التعريفات للجرجاني (ص ٤٥).
(¬٢) مجموع الفتاوى (١٣/ ١٥٨).
(¬٣) المختصر في أصول الفقه (ص ٣٠).
(¬٤) إرشاد الفحول (ص ١٧).
(¬٥) انظر: تاج العروس (٢٨/ ٥٠١)، ومختار الصحاح (ص ٨٨).
(¬٦) روضة الناظر (ص ١٨٤).

الصفحة 661