كتاب القواعد في توحيد العبادة (اسم الجزء: 2)

وبطلان عبادة من سواه، وهو ذكر توحيد الربوبية المتضمن لانفراده بالخلق والرزق والتدبير، فإذا كان كل أحد مقرًا بأنه ليس له شريك في ذلك، فكذلك فليكن الإقرار بأن الله ليس له شريك في العبادة وهذا أوضح دليل عقلي على وحدانية الباري وبطلان الشرك" (¬١).
ويقول -رحمه الله-: {فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٦١)}؛ أي: فكيف يصرفون عن عبادة الله، والإخلاص له وحده، فإقرارهم بتوحيد الربوبية يلزمهم به الإقرار بتوحيد الألوهية، وهو من أكبر الأدلة على بطلان الشرك" (¬٢).
وإذا بطل الشرك في الألوهية ثبت التوحيد في العبادة.
ويصرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - في بعض فتاواه بما تضمنه لفظ القاعدة، مؤكدًا أهمية توحيد الربوبية، ومكانته من الدين فيقول: "والله سبحانه أنزل الكتب وأرسل الرسل ليعبد وحده لا شريك له، وليبين حقه لعباده، ويذكر للعباد ما هو موصوف به سبحانه من أسمائه الحسنى وصفاته العلى، ليعرفوه جل وعلا بأسمائه وصفاته وعظيم إحسانه، وكمال قدرته، وإحاطة علمه جل وعلا، وما ذاك إلا لأن توحيد الربوبية هو الأساس والأصل لتوحيد الالهية والعبادة، فلهذا بعثت الرسل -عليهم الصلاة والسلام- وأنزلت الكتب السماوية من الله - عز وجل - لبيان صفاته وأسمائه وعظيم إحسانه، وبيان استحاقه أن يعظم ويدعى ويسأل جل وعلا، حتى تخضع الأمم لعبادته وطاعته، وحتى تنيب إليه، وحتى لعبده دون كل ما سواه جل وعلا، وهذا موجود كثيرًا في كتاب الله - عز وجل -، وقد ذكر الله - سبحانه وتعالى - ذلك عن كثير من رسله - عليهم الصلاة والسلام - " (¬٣).
---------------
(¬١) تفسير الشيخ السعدي (ص ٤٥)، وانظر كذلك: (ص ٤٩٣).
(¬٢) المصدر نفسه (ص ٧٧١).
(¬٣) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز (٢/ ٤٦ - ٤٧).

الصفحة 678