كتاب القواعد في توحيد العبادة (اسم الجزء: 2)

الشارع، فلا يجوز أن يشرك بالله فيدعو غيره وإن ظن أن ذلك سبب في حصول بعض أغراضه، وكذلك لا يعبد الله بالبدع وإن ظن في ذلك ثوابًا؛ فإن الشيطان قد يعين الإنسان على بعض مقاصده إذا أشرك، وقد يحصل له بالكفر والفسق والعصيان بعض أغراضه فلا يجوز له ذلك" (¬١).
ويقول الشيخ سليمان آل الشيخ: "فإن العبادات مبناها التوقيف، ولا سيما إذا نسب أمر إلى هديه وشرعه وسنته، والعقل لا مدخل لاستحسانه واستقباحه في الدين، وليس كل من قضيت حاجته بسبب يقتضي أن يكون السبب مشروعًا مأمورًا به، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُسأل في حياته المسألة فيعطيها لا يرد سائلًا، وتكون المسألة محرمة في حق السائل، حتى قال -صلى الله عليه وسلم-: "إني لأعطي أحدهم العطية فيخرج بها يتأبطها نارًا، قالوا: يا رسول الله فلم تعطهم قال: يأبون إلا أن يسألوا ويأبى الله لي البخل" (¬٢) " (¬٣).
ويقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ: "وليس في إنزال المطر إذا كشفت أجساد الأنبياء أو قبورهم ما يستدل به على جواز التوسل الشركي بهم، فإن الأمر الشرعي والعبادات الدينية توقيفية، لا يجوز إحداثها نظرًا إلى الأسباب القدرية الكونية؛ فإن أسباب الكائنات لا يحصيها إلا الله أعيانًا وأنواعًا، وليس كل سبب منها دينيًا، شرعيًا، محمديًا عليه رسم المدينة" (¬٤).
---------------
(¬١) مختصر الفتاوى المصرية (ص ٢٦٩)، وانظر: مجموع الفتاوى (١/ ١٣٧).
(¬٢) أخرجه بنحوه الإمام أحمد في المسند (٣/ ٤)، برقم (١١٠١٧)، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٣٣٠)، برقم (١٢١٢)، وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد رجال الصحيح"، وصححه الألباني في: غاية المرام (ص ٢٢٦)، برقم (٤٦٣).
(¬٣) التوضيح عن توحيد الخلاق (ص ٢٤٤).
(¬٤) مصباح الظلام في الرد على من طعن في الشيخ الإمام (ص ٢٩٤).

الصفحة 700