كتاب النظرات الوقادة في خروج الحسين بن علي رضي الله عنه واستشهاده

الأمة، علما وعملا وسيادة وشرفا، وهو أحد من تدّعى فيه طائفة الشيعة أنه أحد الأئمة الاثني عشر، ولم يكن الرجل على طريقهم، ولا على منوالهم، ولا يدين بما وقع في أذهانهم، وأوهامهم وخيالهم، بل كان ممن يقدم أبا بكر وعمر، وذلك عنده صحيح في الأثر، وقال: ما أدركت أحدا من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما، رضي الله عنهما، وقد روى عن غير واحد من الصحابة، وحدث عنه جماعة من كبار التابعين وغيرهم (¬1).

الحالة السياسية:
لم نقف على نشاط سياسي للحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، لا في حياة أبيه، ولا في عهد أخيه - رضي الله عنهم -، إلا ما كان من أمر دفاعه عن عثمان - رضي الله عنه - ولا في عهد معاوية - رضي الله عنه - ولم يظهر نشاطه السياسي إلا بعد وفاة معاوية - رضي الله عنه -، وكان سبب توجهه إلى السياسة عدم قناعته بمخالفة معاوية - رضي الله عنه - ما كان علية الأمر في عهد الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم - من العمل
¬_________
(¬1) البداية والنهائية 9/ 309.

الصفحة 13