كتاب النظرات الوقادة في خروج الحسين بن علي رضي الله عنه واستشهاده

النظرة الثانية عشرة
الطريق إلى الكوفة:
لم يكن الجانب السياسي واضحا في خطوات الحسين العملية، رغم بيانها في نصح ابن عباس له، وقد اجتمعت نصائح الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم - حتى من لم ير بأساً برفض الحسين بيعة يزيد أجمعوا على أنه لا يخرج إلى الكوفة، ولا يثق في أهلها، وكتب إليه المسور بن مخرمة - رضي الله عنه - بأن لا يغتر بكتب أهل العراق، ونصحه بأن لا يبرح الحرم فإن كانت لهم حاجة فسيضربون إليه آباط الإبل حتى يوافوه فيخرج في قوة وعدة (¬1)، فلم يكن الحسين مكافئا في السياسة وأخذ الحيطة والحذر لخصومه، ولا ريب أن عندهم من الحنكة والمكر السياسي والدهاء ما لم يكن عند الحسين - رضي الله عنه -، وقد يستخدمون من الحيل ما لا يستخدمه الحسين - رضي الله عنه -، من باب الحرب خدعة، علاوة على أن الحسين - رضي الله عنه - لم يسبق له العمل في السياسة، وكان خصومه من العلم بها وبأساليب المكر فيها والدهاء على
¬_________
(¬1) مختصر تاريخ دمشق 7/ 140.

الصفحة 53