كتاب النظرات الوقادة في خروج الحسين بن علي رضي الله عنه واستشهاده

ما لن تضلوا بعدهما ما أخذتم بهما، أو عملتم بهما: كتاب الله وسنتي» (¬1)، وجعل الأيام دولا بين عباده ليحق الحق ويبطل الباطل فقال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} (¬2) ويستمر الصراع بين الحق والباطل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولم يكن هذا الأمر قاصرا على العهد بعد النبوة المحمدية على صاحبها أتم الصلاة وأكمل التسليم، بل عهد النبوة لقي من الأعداء ما ابتلى به الله سيد الخلق نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ن وأصحابه - رضي الله عنه -، وكان رأس المنافقين عبد الله بن أبي مثير كل فتنة وشقاق ضد الإسلام وأهله، فلا غرو أن يخرج بعد ذلك في عهد الخلافة الراشدة، وما بعدها من يعادي الإسلام وأهله، أو يخالف غيره لأمر رآه يخدش الإسلام، أو يجتهد في الوصول إلى حق يراه فيخطئ في الاجتهاد أو غير ذلك من الدوافع، ومن الأحداث التي انقسم المسلمون بسببها
¬_________
(¬1) السنن الكبير للبيهقي حديث (20834).
(¬2) من الآية (140) من سورة آل عمران ..

الصفحة 6