كتاب جهد المحتفي في أمر العالم المختفي

وقال النعمان بن سالم: "ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس" (¬1)، وكذلك صفة الوضوء إلا من حديث عثمان وغيره وكذلك تحريم بعض المطعومات كالحمر الأهلية، وكذلك تحريم المتعة، كما في حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المتعة عام خيبر، وعن لحوم الحُمُر الإنسية" (¬2)، وغير ذلك كثير، ولا أشك في أنها معلومة للدكتور جمال، وظنّي أن قوله ذلك هفوة لسان، وفقنا الله وإياه للصواب.
نعم قد يكون بعض ما يقع من الناس أوهام وترهات، ولكن ليس ذلك مبررا لنفي التلبس، وما يقع من أذى الجان لبني الإنسان، ولا ننكر ما يقع من أذى من بني الإنسان للجان، سيما من لا يذكر الله - عز وجل - قبل أي عمل، ولذلك أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإنذار العوامر: الحيات والثعابين والعقارب التي تسكن البيوت، فقال - صلى الله عليه وسلم -: (إن بالمدينة نفرا من الجن قد أسلموا، فمن رأى شيئا من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثا، فإن بدا له بعد فليقتله، فإنه شيطان) (¬3)، فلم نتهم علماءنا بالغباء؟ ، وهم من أذكى الأذكياء، كابن تيمية وابن باز وغيرهما من الأئمة الكبار، ونقول: إن ابن تيمية لبّس عليه بعض الصالحين
¬_________
(¬1) أخرجه مسلم حديث (728).
(¬2) أخرجه البخاري حديث (5203).
(¬3) أخرجه مسلم حديث (2236).

الصفحة 14