كتاب جهد المحتفي في أمر العالم المختفي

أشياء، صدّقها ونشرها في كتبه، وعنه نقل ابن باز، فيكون ابن تيمية ساذجا لا يفكر فيما يقال له، فيتلقى دون وعي، ويدرج ما سمع في مصنفاته دون تمحيص، وهو الإمام الذي لم نعلم من عصره إلى يومنا هذا من تجاوزه في العلم والذكاء وكثرة التدقيق والتحقيق، ولم يسلم ابن باز من التهمة بما اتّهم به ابن تيمية، فقد علمنا شيخنا الإمام عبد العزيز بصيرا ناقدا متحريا، ملتزما بالسنة رحم الله الجميع رحمة واسعة.
ولما ذكرت خطر لي أن أكتب في هذا الأمر ما تيسر ليكون بيانا لما هو الحق إن شاء الله تعالى، كيما ينتفع به من طالعه، وتأنّى وتدبّر، سيما وقد كثر الدجّالون، وقلّ المخلصون، واختلط على الناس الحابل بالنابل، فتعلق الكثيرون بغير الله - عز وجل -، خوفا من الجان وشرورهم، فانفتح بذلك باب واسع للاحتيال والكسب المحرّم، ومارس الكثيرون الشعوذة باسم الرقية والتعويذة، وقد حال ضعف الهمة وكثرة المشاغل دون تحقيق ما رمت عمله، وكنت أدوّن على مهل ما تيسر لي، إلى أن تمّ لي بعض ما أردت، ليكون موعظة وذكرى، ونحن دائما نحتاج إلى الموعظة والتذكير بما ينفعنا في الدنيا والآخرة، أسأل الله أن يجعله عملا صالحا متقبلا، يثقّل به الموازين يوم القدوم عليه، بفضله ورحمته وهو أرحم الراحمين.

الصفحة 15