كتاب جهد المحتفي في أمر العالم المختفي

{قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (¬1)، وذلك كله من أجل الوفاء بالعهد الذي قطعه إبليس على نفسه إذ قال: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} (¬2)، فالعداوة من الذين كفروا منهم لبني آدم بلغت الذروة في نصب الشر، والمكر والحيل، ولا يمنع أن يقع من فسّاقهم أذية لبني آدم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن عفريتا من الجن تفلت عليّ البارحة ــــ أو كلمة نحوها ـــ ليقطع عليّ الصلاة، فأمكنني الله منه، فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد، حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي
¬_________
(¬1) الآية (71) من سورة الأنعام.
(¬2) الآية (82) من سورة ص.

الصفحة 43