كتاب جهد المحتفي في أمر العالم المختفي

مسلم قال: فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني، قال: كنت كاهنهم في الجاهلية، قال: فما أعجب ما جاءتك به جنيتك؟ (¬1)، قال: بينما أنا يوما في السوق، جاءتني أعرف فيها الفزع، فقالت: ألم تر الجن وإبلاسها (¬2)، ويأسها (¬3)، من بعد إنكاسها (¬4)، ولحوقها بالقلاص وأحلاسها (¬5)، قال عمر: صدق، بينما أنا عند آلهتهم إذ جاء رجل بعجل فذبحه، فصرخ به صارخ، لم أسمع صارخا قط أشد صوتا منه يقول: يا جليح (¬6)، أمر نجيح، رجل فصيح، يقول: لا إله
¬_________
(¬1) قال هذا لأن من يقارن الذكر من الأنس الأنثى من الجن، والعكس كذلك، ولا يمنع أن تكون الأنثى مع الأنثى، والذكر مع الذكر، والغالب الأول.
(¬2) أي حيرتها، والمبلس الساكت، فيجوز: إسكاتها (النهاية 1/ 152).
(¬3) اليأس ضد الرجاء ..
(¬4) أي انقلابها، فقد انقلبت حالها من القدرة على استراق السمع إلى عدمها، فقد كانت تأنس باستراق السمع، فمعنت منه لما قرب مبعث نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، كما أشار إليه بقوله: فما نشبنا أن قيل: هذا نبي، انظر (فتح الباري 9/ 33).
(¬5) المراد الإبل، وما يوضع عليها من أحلاس تحت الرحل (فتح الباري 9/ 34).
(¬6) معناه الوقح المكافح بالعداوة (فتح الباري 9/ 35).

الصفحة 45