كتاب جهد المحتفي في أمر العالم المختفي

منه عمر - رضي الله عنه -، وقد ورد ذكر الرجل المبهم فيما حكى عمر - رضي الله عنه -، عند أحمد وأنه ابن عبس قال: كنت أسوق لآل لنا بقرة قال فسمعت من جوفها يا آل ذريح قول فصيح رجل يصيح أن لا إله إلا الله قال فقدمنا مكة فوجدناه - صلى الله عليه وسلم - قد خرج (¬1)، وكانت هذ 5 القصة مما أسهم في قناعة عمر بالإسلام وذلك حين جعل أبو جهل مئة ناقة لمن يقتل محمدا، قال عمر: فقلت له: يا أبا الحكم الضمان صحيح؟ ، قال: نعم، قال: فتقلدت سيفي أريده، فمررت على عجل وهم يريدون أن يذبحوه، فقمت أنظر إليهم، فإذا صائح يصيح من جوف العجل، يا آل ذريح، أمر نجيح، رجل يصيح، قال عمر: قلت في نفسي: إن هذا الأمر ما يراد به إلا أنا، قال: فدخلت على أختي فإذا عندها سعيد بن زيد، وذكر القصة في سبب إسلامه بطولها (¬2)، والذي سمعه كل من سواد وعمر رضي الله عنهما هو من أثر منع الجن من استراق السمع، إرهاصا بمبعث نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، يؤيده قول ابن عباس رضي الله عنهما: "انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طائفة من أصحابه، عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين، فقالوا: ما لكم؟ ، فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب، قال: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا ما حدث، فاضربوا مشارق
¬_________
(¬1) مسند أحمد 3/ 420.
(¬2) أسد الغابة 2/ 375 ..

الصفحة 48