كتاب جهد المحتفي في أمر العالم المختفي

أذن وليِّه، فيخلطون معها مئة كذبة" (¬1)، أما الكفار منهم كإبليس وأعوانه فلا يرضون من تابعهم بأقل من الكفر، لأنه تحدى أن يضلهم أجمعين، فقال الله - عز وجل - له: {قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} (¬2)، جنّد إبليس جنوده لتحقيق وعده، وأبرم المكر والاحتيال ليصطاد بني آدم، ومن أهم ذلك: أصل الإيمان بالله تعالى، فيسعى الشيطان لاقتلاع عبادة الله - عز وجل - من كل إنسان وإبعاده عن أسباب فلاحه، بتجريده من الإيمان بالله - عز وجل -، وذلك بالوسوسة والتشكيك والتلبيس، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ ، فإذا بلغه فليستعذ بالله، ولينته) (¬3)،
وكذلك الإلهاء عن الصلاة شيئا فشيئا حتى يتركها الإنسان بالكلية فيكون من
¬_________
(¬1) أخرجه البخاري حديث (5762).
(¬2) الآيتان (63، 64) من سورة الإسراء.
(¬3) أخره البخاري حديث (3103) ..

الصفحة 50