كتاب جهد المحتفي في أمر العالم المختفي

الكافرين، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة مكانها: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان) (¬1)، وربما أستخدم وسيلة أخرى زيادة في الشر والإهانة كأن يبول في أذني النائم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما ذكر عنده شخص نام حتى أصبح: (ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه، أو قال: في أذنه) (¬2)، ومن شدة مكره محاولة استراق السمع من الملأ الأعلى، ليأخذ الكلمة مما قضى الله - عز وجل -، يلقيها على وليّه من الإنس ليحدث الناس بها، ويزوّرون عليها مئة كذبة، وذلك ليتم التلبيس على بني آدم فيما كذبوا استنادا إلى ما وقع من الكلمة الحق، قالت عائشة رضي الله عنها: "قلت: يا رسول الله، إن الكهان كانوا يحدثوننا بالشيء فنجده حقا، قال: تلك الكلمة الحق، يخطفها الجني فيقذفها في أذن وليّه، ويزيد فيها مئة كذبة" (¬3)، وفي رواية عنها قالت: "سأل أناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الكهان؟ ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليسوا بشيء، قالوا: يا رسول الله، فإنهم يحدثون أحيانا الشيء يكون حقا، قال رسول الله
¬_________
(¬1) أخرجه البخاري حديث (3096).
(¬2) أخرجه البخاري حديث (3097).
(¬3) أخرجه مسلم حديث (2228).

الصفحة 51