كتاب جهد المحتفي في أمر العالم المختفي

الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فرزقا ولدا لم يضره الشيطان) (¬1)، ثم إن محاولة الشيطان لاقتناص الإنسان المسلم من خلال طاعته لله بشتى الطرق أمر واسع على الحصر، لكن نبينا - صلى الله عليه وسلم - أعطانا أسبابا إذا حرصنا عليها نجونا بفضل الله - عز وجل - من كيد عدو يسعى لنكون من أصحاب الجحيم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تبرز، وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب، ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطان، أو الشيطان) (¬2)، وقد يكون في صورة إنسان يتعمد قطع صلاة المسلم، فيصدّه فلا يستجيب، بل يصر ويقاوم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا مر بين يدي أحدكم شيء، وهو يصلي، فليمنعه، فإن أبى فليمنعه، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان) (¬3)، وقد عبّر رسول الله عن خطر هذا العدو الألد وقدرته على محاصرة الإنسان بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا، أو قال: شيئا) (¬4)، وكم يسعى هو وجنوده من الإنس والجن لفتنة المؤمنين والمؤمنات، وإيقاع الفتنة والشر بينهم،
¬_________
(¬1) أخرجه البخاري حديث (398) ..
(¬2) أخرجه البخاري حديث (3099).
(¬3) أخرجه البخاري حديث (3100).
(¬4) أخرجه البخاري حديث (3107).

الصفحة 53