كتاب جهد المحتفي في أمر العالم المختفي

كيف أسلم ولم أر أحدا؟ ! ، قال قريبه: قلت هذا فقال: يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فمثل هذا جائز قبوله منهم، ولا يجوز أن يقبل منهم اجتهاد، خشية أن يقع منهم لبس.
أما الفسقة منهم والمردة فيقع منهم الشر والأذى، الذكور والإناث على حد سواء، إما لاستحسان بعض الصور الإنسية، فيتعرض الذكر منهم للأنثى من الإنس، والعكس كذلك، وإما لإيقاع الأذى، أو للإيقاع به في منكر، واصطحاب التسمية والذكر حرز من الطرفين: حرز للمسلم الآدمي، فإنه إذا كان مداوما على قول ذلك بالصفة الواردة في السنة لم يعرض له شر منهم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مراتٍ لم تصبه فجأة بلاءٍ حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مراتٍ لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي) (¬1)، وفي رواية الترمذي (ما مِن عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأَرض ولا في السماءِ وهو السميع العليم ثلاث مراتٍ فيضرُّهُ شيءٌ حَدِيث) (¬2)، ومن ذلك
¬_________
(¬1) أخرجه أبو داود حديث (5088).
(¬2) حديث (3448) وقال: حديث حسن غريب صحيح. وفي الروايتين قصة.

الصفحة 55