كتاب جهد المحتفي في أمر العالم المختفي

أيضا تلاوة آية الكرسي {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (¬1)، كما ورد في قصة أبي هريرة - رضي الله عنه - مع أسيره منهم، وكذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من نزل منزلا ثم قَال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك) (¬2)، فإذا ما عرض للمسلم شيء منهم إما لغفلة عن ذكر الله، أو لإيغال منهم في الأذى فإن عليه إنذارهم بالذكر والتكبير والخطاب، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن بالمدينة نفرا من الجن قد أسلموا، فمن رأى شيئا من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثا، فإن بدا له بعد فليقتله، فإنه شيطان) (¬3)، فالمسلم إذا ما اتبع هذا الأسلوب الشرعي فإنه يحفظ من شرهم بإذن الله تعالى، والذكر والتسمية من الإنسي حرز أيضا للجن من أذاه، فإنه إذا ذكر الله بتسمية أو تكبير أو شيء من القرآن تنحوا عنه، وسلموا من أذاه، كما يسلم هو من أذاهم.
¬_________
(¬1) الآية (255) من سورة البقرة.
(¬2) أخرجه الترمذي حديث (3437) وقال: حديث حسن غريب صحيح.
(¬3) أخرجه مسلم حديث (2236) ..

الصفحة 56