كتاب المنظومة التبريزية في العقيدة الصحيحة السنية

الألم من شدة الوله، وأرّقه ما نزل به من ذلك (¬1) حتى أصبح شبيها بمن ولغ المسكر المحرم فأفقده صوابه، وإن كان ذلك من حرام، لكن سكر المشبه هنا من نوع آخر، وهو فقدان الوعي من ولع شديد بشيء مباح، كما هو معلوم من غاية هذه المنظومة، والوجد: الحب الشديد، ومنه ما ورد في حديث ابن عمر، وعيينة بن حصن: "والله ما بطنها بوالد، ولا زوجها بواجد" (¬2).

2 - تراه ما بين الحلل جريح أسياف المقل ... فارفق به ولا تسل عن قلبه المضيّع

تراه ما بين الحلل جريح أسياف المقل:
أي: تنظر إليه في حلل بهيجة، تدل على مكانة كريمة، وملك وغنى، والحلل مفردها حلة: وهي الفاخر من الثياب، وكانوا لا يسمون اللباس حلة إلا إذا اشتمل على إزار ورداء من نوع واحد، وهي أنواع بحسب العادات والأعراف، مما هو لباس العظماء، من الأغنياء وغيرهم (¬3)، فإذا كان هذا حاله، وهو مع ذلك مضرّج جريح، صرعه ما حل به من طعن المقل، جمع مقلة: وهي الحدقة: الناظر من العين، لكنه هنا أراد العين (¬4)،
¬_________
(¬1) لسان العرب 1/ 518.
(¬2) النهاية 5/ 156.
(¬3) النهاية 1/ 432.
(¬4) النهاية 4/ 348، ولسان العرب 11، 627.

الصفحة 22