أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ} يوم الجزاء والحساب {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (¬1) بما شرع الله، الملتزمين به أمرا ونهيا، وبما وعد من الثواب، وفي قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} (¬2) إشارة إلى أن من وقع فيما حرم الله، من الإتيان في زمن الحيض، أو في الدبر فعليه بالتوبة الخالصة، والله يجب التوابين ويقبل توبتهم وقوله تعالى: {وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (¬3) فيه إشارة إلى أن الدبر ليس محلا للطهارة، فالمتطهر يجتنبه ولا يقربه، فيكون من المحبوبين لله - عز وجل -، ولذلك كان الصحابة صدق الله العظيم يخشون الهلاك بالوقوع فيما حرم الله - عز وجل -، جاء عمر - رضي الله عنه - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله هلكت، قال: وما أهلكك؟ ، قال: حولت رحلي الليلة، فلم يرد عليه شيئا فأوحى الله إلى رسوله هذه الآية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} (¬4) يقول: أقبلوا وأدبروا، واتقوا الدبر والحيضة (¬5)، وروى مجاهد, قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية وأسأله عنها, حتى انتهى إلى هذه الآية: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} (¬6) فقال
¬_________
(¬1) من الآية (223) من سورة البقرة.
(¬2) من الآية (222) من سورة البقرة ..
(¬3) من الآية (222) من سورة البقرة.
(¬4) من الآية (223) من سورة البقرة، والمراد كيف ما أردتم: من كل ما هو ممكن من الصفات، بشرط اجتناب الدبر، وقد ألف بعض العلماء في هذا خاصة، وعدد صفات الاستمتاع بين الزوجين، ومنهم السيوطي.
(¬5) أحمد حديث (2703).
(¬6) من الآية (223) من سورة البقرة ..