كتاب حقوق المرأة في ضوء الكتاب والسنة

بلباس المؤمنات، وإن كنتن غير مؤمنات فتمتعنه (¬1) وأدخلت امرأة عروس على عائشة رضي الله عنها وعليها خمار قبطي معصفر، فلما رأتها قالت: لم تؤمن بسورة النور امرأة تلبس هذا (¬2) وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
112 - (نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن مثل أسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها) (¬3) وقال عمر - رضي الله عنه -: ما يمنع المرأة المسلمة إذ كانت لها حاجة أن تخرج في أطمارها أو أطمار جارتها مستخفية، لا يعلم بها أحد حتى ترجع إلى بيتها (¬4)، ومن زعم أن الحجاب خاص بنساء النبي فقد أعظم الفرية على الله ورسوله، لأن الله تعالى يقول: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (¬5) فنساء المؤمنين داخلات في الخطاب إلى يوم القيامة، لا يستثنى من ذلك أحد، ولما ظهرت الفتنة بعد موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منع الصحابة النساء المساجد بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع قوله:
113 - (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) (¬6) حتى قالت عائشة رضي الله عنها: لو عاش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وقتنا هذا لمنعهنّ
¬_________
(¬1) أنظر: القرطبي سورة الأحزاب.
(¬2) أنظر: القرطبي سورة الأحزاب.
(¬3) مسلم حديث (2128).
(¬4) أنظر: القرطبي عند تفسير الآية من سورة الأحزاب، بتصرف.
(¬5) الآية (59) من سورة الأحزاب.
(¬6) البخاري حديث (900) ومسلم حديث (2249).

الصفحة 152