إليهم، ولا نبي ولا رسول بعد نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومطالبون بإقامة أركان الإسلام، لا أقل مما سأل عنه ذلك الأعرابي حين جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
32 - (خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل علي غيرها؟ ، قال: لا، إلا أن تطوع، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وصيام رمضان، قال: هل علي غيره؟ ، قال: لا إلا أن تطوع، وذكر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزكاة، قال: هل علي غيرها؟ ، قال: لا إلا أن تطوع، قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أفلح إن صدق) (¬1) فلا فرق بين الرجل والمرأة في هذا، وكذلك لواحقه من النوافل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجتناب ما حرم الله ورسوله، من الأقوال والأعمال، والمآكل والمشارب، والمكاسب، والزينة والمناظر والسماع {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} (¬2).
13/ 4 - المبحث الثاني:
المساواة في تحمل المسئولية:
ساوى الإسلام بين المرأة والرجل فيما يتعلق بتحمل المسئولية تجاه ما ينتج عن تصرف كل منهما من خير وشر، على حد سواء الغرم بالغرم والغنم بالغنم {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (¬3)
¬_________
(¬1) البخاري حديث (46).
(¬2) الآية (36) من سورة الإسراء.
(¬3) الآية (38) من سورة المدثر.